21 أكتوبر 2011

40- السكري النوع الثاني Diabetes type 2


النوع الثاني هو ابتداء زيادة مستويات السكر (الجلوكوز) في الدم فوق المستويات الطبيعية

وحقيقة ان النوع الثاني هو الاكثر شيوعا وانتشارا من النوع الاول الذي تناولته سابقا حيث يمثل النوع الثاني حوالي 90-95 % من اجمالي مرضي السكر

يتم تشخيص هذا المرض غالبا في البالغين بعد سن 45 وان كان يصيب الأصغر سنا أيضاً ويسمي بالنوع الغير معتمد علي الإنسولين حيث لا يحتاج المريض للأنسولين كعلاج الا اذا ساءت حالته ولم يستطع التحكم في السكر

النظام الغذائي وإنقاص الوزن والنشاط البدني ثم الأدوية الفمية هي العلاج للنوع الثاني

••• أسباب الإصابة بالنوع الثاني •••
خلافا للنوع الاول فان مريض النوع الثاني ينتج البنكرياس لديه هرمون الإنسولين ولكن اما بشكل غير كاف لحاجة الخلايا او ان الخلايا خاصة خلايا الكبد والعضلات والخلايا الدهنية لا تستجيب للأنسولين بشكل جيد فيما يسمي بمقاومة الإنسولين مما يترتب عليه عدم دخول الجلوكوز الي الخلايا وارتفاع تركيزه في الدم

والأسباب الحقيقة لحدوث ذلك ليست معروفة تحديدا حتي الان ولكن هناك عوامل خطر والتي تزيد احتمالية الإصابة بمرض السكر النوع الثاني وهي

أولا : عوامل جينية (وراثية) تاريخ العائلة 
اثبتت الدراسات ان هناك عوامل جينية قوية في الإصابة بالنوع الثاني ويعني ذلك ان العائلة التي أصيب أفرادها بالسكري فاحتمالية إصابة الأجيال اللاحقة كبيرة نسبيا

ثانيا : زيادة الوزن (السمنة) والأكل غير الصحيلا شك ان زيادة الوزن من العوامل القوية جداً في الإصابة بهذا المرض ويلاحظ ان كثيرا من المرضي بالنوع الاول بدناء خاصة في منطقة الوسط وذلك ان تراكم الدهون يمنع الإنسولين من العمل كما يجب وهذا لا يمنع ان يصيب شخصا نحيفا وان كان ذلك قليل الحدوث

ثالثا : سكر الحملالسكري الذي يصيب المرأة الحامل هو من عوامل الخطر ويزيد احتمالية إصابة هذه المرأة بالنوع الثاني في مراحل عمرها المتأخرة ويمكن تقليل فرص الإصابة باتباع اسلوب حياة صحي كما ناقشت ذلك في مقالات سابقة

رابعا : قلة النشاط البدني
النشاط الرياضي هو الحاجز الذي يقي الجسم من أمراض عدة وبغيابه مع وجود السمنة والأكل غير الصحي تصبح فرص الإصابة بالسكر كبيرة

خامسا : عوامل السن والشيخوخة 
لا شك مع تقدم العمر الي ما بعد الخامسة والستين مع وجود عوامل اخري مما ذكرتها عاليا تصبح احتمالية الإصابة بالسكري النوع الثاني كبيرة نسبيا

سادسا : عوامل عرقية
يصيب السكر النوع الثاني بعض طوائف البشر اكثر من غيرهم كأن يصيب ذوي البشرة السمراء اكثر من البشرة البيضاء

Pre-Diabetes مرحلة ما قبل السكر
هي مرحلة تكون فيها تركيزات السكر في الدم عالية عن المعدلات الطبيعية ولكن لا تصل للإصابة بمرض السكري وهي تكون مقدمة للإصابة بالمرض
ولكن لو اتبع المريض في هذه المرحلة نظاما غذائيا صارما وانقص وزنه ان كان بدينا وقام ببعض النشاط الرياضي فان ذلك سيمنع او علي اقل تقدير يؤخر الإصابة بالسكري وهذا بمشيئة الله 


*** الاعراض للنوع الثاني ***


لا تظهر الأعراض بمجرد الإصابة ولكن ربما تتأخر لسنوات والمريض لا يشعر بإصابته بالسكري وهذه الأعراض بصفة عامة تتشابه مع أعراض النوع الاول وان كانت أقل حدة وتشمل
١- إصابة المثانة والكلي والجلد بعدوي بكتيرية تتكرر وتشفي ببطئ
٢- التعب الشديد والإرهاق
٣- الجوع والعطش الشديدين
٤- التبول المتكرر بشكل غير طبيعي
٥- مشاكل في الرؤية وجفاف الفم
٦- آلام وتنميل في القدمين واليدين
٧- نقص في الوزن بشكل واضح وغير مفهوم
٨- حكة حول الاماكن الحساسة ومشاكل في العملية الجنسية للرجل والمرأة

••• التشخيص •••

اذا شعر المريض ببعض الأعراض المصاحبة للسكري فعليه القيام بفحص وتحليل الجلوكوز وهذا هو الحل الوحيد للتشخيص ويمكن عمله بعدة طرق منها

اولا : تحليل السكر الصائم
علي المريض ان يمتنع عن الاكل لثماني ساعات علي الاقل ثم يقوم بعمل تحليل الجلوكوز فإن كان
١- أقل من 100 فذلك طبيعي

٢- ما بين 100 و 126 فهذه مرحلة ما قبل الإصابة التي تكلمنا عنها في المقال السابق

٣- اكثر من 126 وهذا غالبا دليل علي الإصابة بالمرض ولكن علي المريض القيام بتحليل يسمي
GOTT تحمل الجلوكوز عن طريق الفم
ويقوم المريض فيه بشرب محلول حلو جداً يحتوي علي 75 جرام من السكر ثم يقوم بعمل تحليل بعد ساعتين فان كان
اكبر من 200 فهذا سكري
وان كانت ما بين 140 و 200 فهي مرحلة ما قبل الإصابة

Hemoglobin A1c ثانيا : نسبة الجلوكوز المرتبط بالهيموجلوبين
يوجد الجلوكوز مرتبطا بكرات الدم الحمراء وبقياس نسبة الجلوكوز المرتبط بها يبين حالة المريض بالنسبة لمرض السكر ويجري هذا التحليل علي مدار ثلاثة او ستة شهور
١- النسبية اقل من او تساوي 7% فهذه نسبة ممتازة ومحتوي جلوكوز طبيعي
٢- النسبة اكبر من 8% تدل علي جلوكوز عالي

••• المضاعفات •••
اذا لم يتحكم المريض في مرضه ولم يضبط مستويات السكر فان ذلك يؤدي الي ولكن علي فترات كبيرة وببطئ بعض المضاعفات الخطيرة نسبيا وهي نفسها التي ناقشناها بالتفصيل في النوع الاول وان كانت اقل حدوثا وحدة وتشمل
أمراض القلب والأوعية الدموية
تلف والتهاب الأعصاب
تلف الشبكية وأمراض الكلي
مشاكل القدمين
مشاكل الممارسة الجنسية
مشاكل الحمل والولادة

••• الوقاية من السكري النوع الثاني •••
النوع الثاني كما قلنا يمكن توقعه علي عكس النوع الاول لذلك يستطيع المريض ان يتجنب الإصابة به
والوقاية اما ان تكون وقاية فعلية اي قبل وقوع الإصابة او هي خط علاج اول في مرحلة ما قبل الإصابة او بداية الإصابة
اي ان الوقاية وخط العلاج الاول هما لفظان مختلفان ولكن هما نفس الشئ وهي كم تكلمنا عنها سابقا عبارة عن اسلوب الحياة الصحي وتشمل

اولا : طريقة الاكل الصحية الخالية من الدهون والكربوهيدرات الا بنسب بسيطة والغنية بالخضروات والفاكهة وكل هذه الامور الصحية
وهذا لا يعني ان يضغط المرء نفسه ولكن يجعل لنفسه اسلوب حياة صحي

ثانيا : ممارسة الرياضة يوميا بمعدل ولو نصف ساعة سيكون كافيا لحماية المريض من السكري

ثالثا : الحفاظ علي الوزن المثالي والمعتدل وهذا سيكون سهلا لو قام المريض بتنفيذ اول نقطتين

رابعا : علي الشخص ان يقوم بقياس معدل السكر بشكل دوري يوميا ان امكن حتي يتأكد انه يسيطر ويتحكم في مستويات السكر

ويجب ان نعرف ان هذه الخطوات ليست بالشئ اليسير فكثير ممن شخص لديهم السكري النوع الثاني لم يتناولوا اي أدوية طبية ولكن اتبعوا هذه الخطوات بشكل صحيح وتعايشوا معه كأنهم أصحاء وليسوا مرضي وهذا ما أثبتته كثير من الدراسات
وهذا موجه للاصحاء أيضاً حتي يقوا انفسهم خطر الإصابة بالأمراض المختلفة خاصة السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق